ديسمبر 23، 2020

رحيل تريزا .. (إعادة لروائع الأبنوس)


لا ترحلي تريزا.. انظريني أهديك مرثية
50 عاماً تقاتلين البؤس والفاقة
تقاومين بعزيمتك السمراء شبح الضياع
سامقة كالباباي تحملين في خديك الأمل
لم يقتلك الرصاص ولم تهزمك الفجيعة
واليوم .. ترحلين تتركيني أضمد الجراح
وتخونين حبي الوديع والليال الملاح
حرام عليك تسرقين منى أحلام النجاح
******
تريزا ......... أنظريني أهديك دمعة
خدعوك بالنفط وقلبك يفيض بخيرات الدنا
واشتروا منك رهق السنين بحلم المنا
وخطفوك سراً من حضن الأماسي هنا
أخاف بعدك أن يسود الظلام ويغيب القمر
ويسود السكون ضوضاء الليل والسمر
وتجف حقول السدر والسيال ويأبي المطر
وتسود المراثي والمواويل ويعم الغدر
******
تريزا .. اسمعيني لا ترحلي
من بعدك يقاسمني هموم الليل والسهر
من يواسي جراحي من تصاريف الدهر
وحدك كنت تطربيني بألحان السمندل والسحر
وتسعدينني ببسمتك الخجولة في ليل الكدر
******
تريزا ......... فراقك مؤلم كرمح في جسدي
يعذبني .. يحرقني .. ويمزق أحشائي
يقتلني ألف مرة دون أن يزهق أرواحي
يطحنني رماداً .. ويذروني على الغابات
******
دعي سترتك الزرقاء وتوشحي بأحزاني
وخذي مني تماثيل بعانخي وصلوات السافنا
وخذيني وأحرقيني مسكاً في معبدك الهنيء
وادفني جسدي في دهاليز الغاب .. ومعه
كل رسالاتي .. كتاباتي .. مواويلي الحزينة
واكتبي على قبري.. (فارس ترجل وانهزم)

عرداية في مخيِّلتي .... إعادة لروائع الأبنوس 2013



هل تعرفونها يا أحبابي ..
إنها شجرة ليست مورقة تماماً ..
صنعت في مكانها قرية ..
قرية كتبت للتاريخ ألف ليلة
وفي ذاكرتي حفرت ألف كلمة
لذا سأكتب لها ألف عام وعام ..
أبكيها ألف عام .. بدمع شجين
*****
قصتي مع العرداية أقدم من تاريخ بابل
وأغرب من أهرامات بعانخي وكوش
ولدت يوم نبتت العرداية ..وشببت يوم شاخ الأبنوس
وشيدتُ فيها كوخاً صغيراً ...
كوخاً لأبي وأمي .. وبيتاً للجيران وضريحاً لجدي
عشت فيها ليال مضيئة وأخرى بلون البنفسج ..
*****
أصدقكم .. عرداية ليست خرافة
ولا رسم سوريالي لسلفادور دالي
أو كوميديا لدانتي ألجييري
أو إلياذة هوميروس ..أو ملحمة طروادة
إنها أرض وتاريخ ورجال "وتاية"
وحديقة غناء تنبت الحب بلون الأبنوس
ولدت يوم نبتت العرداية.. ومت يوم جفافها
وانتظرت ألف عام لأعود .
وأكتب لقرية العرداية...
أكتب عن الحكاية والسر النبيل
 
توقيع كملاوي