يوليو 29، 2007

الحب في زمن الموت

ما زلت في قناعتي ، وقد قلتها أكثر من مرة في هذه المدونة أن كرة القدم هي الوحيدة التي تمتلك القوة والقدرة في توحيد الشعوب في وقت السلم والحرب ، وهذا ما شاهدناه اليوم من تلاحم الشعب العراقي وسط أشلاء الموتى ، هذا الحب الذي يتسلل من قلوب الملايين يحسب لكرة القدم فقط ، وقد صدق من سماها قديماً الساحرة ، أنها ساحرة بالفعل ، تجمع القلوب المتفرقة ، وتحيي الارواح المتكسرة ، وتلين القلوب المتحجرة ، ولا يستطيع أي مشروع بشري تحقيق ذلك.ا
أنا سعيد ، ليس لأنجاز العراق في كرة القدم فحسب، ولكن لانجاز كرة القدم في العراق، ودوماً كنت أصفها بأنها الإمبراطورية التي تجمع العالم تحت راية التنافس الشريف ، والشعوب خلف أعلامهم ، كما سبق أن وصفتُ سيب بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالإمبراطور الذي يحكم العالم بدستور السلام والحب.ا
وفي كأس العالم (مونديال ألمانيا 2006م )، قال الألمان أنهم لأول مرة يشعرون بأنهم شعب واحد يحبون وطنهم عبر نافذة منتخب بلادهم لكرة القدم ، ورفعوا لأول مرة أعلام بلادهم على رؤوس منازلهم ، لأنهم في الماضي كانوا يخجلون من تاريخهم الملطخ بالنازية.ا .. مبروك للعراق البطل والسعودية الوصيف.ا

هناك تعليقان (2):

Eslam Abuelgasim يقول...

مرحبا ... أعتقد ان حبك لكرة القدم جعلتها من أولوياتك في توحيد الشعوب الا انني اعتقد ان هنالك مبادئ ومعتقدات من الأولى ان تترسخ داخلنا ، فلا تنسى انها سبب رئيسي للتعصب والتطرف لدى البعض ، على العموم فريق الرافدين يستاهل ..الفوز والفرح

الهادي كملاوي يقول...

بدون شك يا استاذة .. أنا أعتقد جازماً في الرسالة التي تؤديها كرة القدم .. وأتمنى أن أجد مبادئ أخرى غيرها في هذا العالم .. لأنني على قناعة تامة أن المباديء السياسية لا توحد ، وحتى المباديء الدينية تتضمن اسس لتوحيد الشعوب ، ولكن قولي لي من يطبقها في هذا العالم .. فالموت أكثر ما يتركز حالياً في الدول الإسلامية والدول ذات الأيدولوجيات بسبب التعصب الديني والعرقي والايدولوجي ، ولكن كرة القدم تحمل في طياتها عصبية التنافس الشريف وليست الكراهية ، وتفوقت الإنجازات التي حققتها كرة القدم على انجازات المباديء الأيدولوجية وساهمت في إشاعة السلام العالمي والتلاحم بين الشعوب بعيداً عن العرق واللون والدين .. وإتحدى أي منظر أن الثلاثي (العرق واللون والدين ) لا يجتمعون إلا في كرة القدم .. اشكراً على الإطلالة .. و(بي إن تتش) شكرا ًمرتين